ليوناردو دافنشي
إذا كنت وحدك فأنت كلك ملك لنفسك.. أما إذا كان معك رفيق فأنت نصف"
نفسك.. لأنك بهذا تقسم نفسك كما يهوى رفاقك" هكذا قال دافنشي.
تاه عقل دافنشي بين فكره اللامتناهي وذكائه الذي فاق عصره وعصوراً بعده .. ولد عام 1452 بالقرب من قرية فينتشي من أم فلاحه وأب لم يعترف بابوته له..
صب الإله فيه من الوسامه الكثير وكان ممن يهتم بمظهره ويطيل لحيته ويعني بتعطير جسده وعقص شعره والعنايه بهندامه حتى وهو في كبره وكان لا يأكل الا الخضار وذاك اعتناء بصحته فقد عاش سبعة وستون عاما ..
رسالة ليوناردو لنائب ملك ميلان لودفيكو التي ضم فيها كل قدراته محاولا جذب اهتمامه به حيث ضم في طي رسالته استطاعته على تصميم القناطر والسدود وصنع المدافع والات حفر الكهوف والطرق الوعره و صنع نموذجا بدائيا للدبابات وكذلك قدرته على صنع التماثيل من الرخام والصلصال.. ولقد زرت معرضا له في كريت وحضيت بأن رأيت نماذجا لبعض تلك الافكار التي رسم خطوطها الاوليه على صفحات تلك الكتب المعتقه التي التقطتها بعدستي...فكم كان مدهشا ان ترى تلك الدقه في الابعاد الهندسيه والرسومات التي تجذب الفكر في ان تطرح الف سؤال وسؤال.. كيف استطاع هذا العقل ان يتخيل كل هذه الابتكارات قبل خمسماثة عام...
يبدأ عمله ولا يتمه وذلك لان فلسفته تتداخل مع فنه فيتوه خارجا من العمل قبل ان يزيل عنه الستار... كتب خمسة الاف صفحه ولم يتم كتابا واحدا.. كان عالما في فن التشريح وهو افضل من شرح جسد الحصان ولا ننسى له ذلك العمل العظيم الذي دمرته الجنود الفرنسيه في ميلان فجعلته قطعا ذلك العمل الذي قضى نحو الثلاثة اعوام ليتمه قالب الجص البرونزي لحصان يعتليه فارس بارتفاع سته وعشرون قدم ولروعته تغنى به الشعراء وكان مزار لشعب ميلان .. لم يظهر ذلك العمل للنور لان لودفيكونائب ملك ميلان لم يكن يملك تلكفة الخمسين طنا من البرونز لصبه .. وتحطمت ارادة وعزيمة هذا المبدع مع تحطيم واهمال اتمام هذا العمل بالذات.. وهو اول من امدنا بشرح علمي دقيق للرحم وذلك بوصف الثلاثة اغشيه التي تغلف الجنين.. اما في مجال التخطيط العمراني فقد فشل..
اما صورة العشاء الاخير الذي طلبها منه لودفيكو ليرسمها في مطعم كنيسته المحببه سانتا ماريا دل جرادسي فاخذت منه اعواما كان يذهب في الطرقات باحثا عن وجوه للرسل يرسمها فان وجد ضالته هرول الى مرسمه ليضع لمسه او لمستان بفرشاته عائدا للبحث مرارا وتكرارا.. حتى اشتكى منه رئيس الدير والرهبان للمماطلته في اتمامها والوقوف امامها اياما وساعات طويله دون ان يلمسها بريشته فرسم وجه الاسخريوطي ممثلا بصاحب الدير وذلك لياخذ الثأر منه.. ولكن استخدام دافنشي التصوير الزلالي الذي يعتمد عليه ادى الى تشقق العمل ودماره في فتره زمنيه قصيره.. وما كان من الاعمال التي تلته تصور العشاء الاخير الا تقليدا لما ابدعه دافنشي في زمانه.
وفي منافسته مع مايكل انجلو في فلورانس حيث طلب من كلاهما رسم انتصارات جيوش فلورانس في قصر فيتشيو واخذ كلاهما اكثر من ثلاثة اعوام رسمت ريشة ليوناردو اعظم مشاهد للحروب وهو بعيد عن شخصيته الرقيقه وعندمت قارب العمل على الانتهاء وضع موقدا حراريا تحته وذلك لقصد تثبيت الالوان الزلاليه مما ادى الى اذابته وتلاشي ملامح الرسم العظيم واتت على اخره امطار فلورانس فذاب الفن مع مياهها اما انجلو فلم يكمل عمله لانشغاله بمهمة عمل اخر مما اثار استياء الشعب الفلورنسي على كليهما..
الموناليزا رسمها الف يوم متواصل وقال حين فر بها الى فرنسا انها لم تكتمل.. فهل ذلك تعشقه لزوجة فرانشيسكو دل جيوكندو الثالثه التي فقدت ابنها قبل ان يخلدها دافنشي باربعة اعوام فكان ياتي بالفرق الموسيقيه تعزف لها ليجد برسمه لفته من ابتسامتها الموشاة بالحزن... ام انه فر بها لعلمه انها كنز مهاراته تجمعت في ذلك المحيا الموناليزي فاثر ان تكون بين حناياه حتى فارقت روحه الجسد, فأشتراها بعد سنين فرانسيس الاول بخمسين الف دولار.
هو من قال" ان الحرية اكبر هبات الطبيعه"
وهو من قال" القلب اقوى كثيرا من سائر العضلات وليس الدم الذي يعود الى القلب حين ينفتح هو نفس الدم الذي يغلق الصمامات"
وقال " ان السبب في الشيخوخه هو تصلب الشرايين وان سبب هذا التصلب هو قلة الرياضه الجسديه"
توفي عام 1519.
صور بعدسة جنان