البندقيه
البندقية وجندولها
فينيسيا اسم لطالما ارتبط بالعاشقين... يتلاقون في جناديلها المقوسة كأنها أهلة تبشر بدخول شهور الفرح.. وإسطورة عناقهم تحت جسر ( السايز ) ليطبعوا قبلة تتزامن مع أجراس سانت ماركوس لتكون شاهدا على غرامهم الاسطوري الراسخ في قلوبهم.. تلك هي فينيسيا.. كل ما فيها يتراقص مع أمواج البحر الكسلى كأن بها من نعاس الليل غفوة.. .. قبل مئات السنين كانت هذه الجزر 117 المتراصة هي مأوى صيادي الاسماك يرتادونها لينالوا مصدر عيشهم حتى أتاها الموزارو وقطنوها ليكونوا شعبا دائما لها... معتقة .. جدرانها ... وجسورها التي تغزل نسيجاً بين الجزر الصغيرة لتجعلها عناقا دائما ووصلا حميما. ويزيد حسنها حسنا جمال أخلاق هذا الشعب الذي يضفي على أراضيه نفحة من الرحمن بطيب ملقاهم وحسن ضيافتهم..
الجندول ما يميزها .. فهو كخط كحل بين أجفان حسان.. يصنع من تسعة أنواع من الأخشاب: الزان ,الكرز, الدردار, التنوب ,الاركس, الكلس, الماهوجني, البلوط والجوز ويتكون من 280 قطعة يحكم وصلها ببعض ويطلى بسبع طبقات تضفي عليه تلك اللمعة الجاذبة للنظر .. مقدمة الجندول اليسارمنحنيه أكثر من اليمين وهي التى توازنها من الالتفاف حول نفسها بحركه دائريه عشوائيه عند التجديف.. وقد تناقص عدد هذه الجنادل بشكل كبير وذلك لتغير حاجات البشر في إستخدامها فقد كانت سابقا لأهل فينيسيا أو زائريها هي الوسيلة الوحيده للتنقل .. وهناك ملاح الجندول الذي كان سابقا عالما بالتاريخ يملك حنجرة يصدح بها لترنيم مزاج مرتادي جندوله فكانت أصواتهم رخيمة ولكن اليوم الفرق كبير. فقد إستأجرت أحد المغنيين وإذا بصوته قد أصم آذاننا فكدنا نفضل العودة للبر سباحة .. فينيسيا يا حضن عاشقة تضم بين جدرانها أسرار غراميات ,وقبل, ودموع ,وليال عناق طوييييييييييييل لم تكدره عين رقيب.. زرناك وكحلنا عيوننا بسحرك..