فيينا



 

١

من نافذة الطائره المقله لحجيج فيينا ..

لأرواحنا المتلهفه للتمتع بحسنها..

تلك الديار التي صدحت أسمهان من حنجرتها العاجيه  مرنمة.. تغازلها :

( ليالي الأنس في فيينا...

 نسيمها من هوى الجنه)

فسؤالنا الى فيينا:

هل يا ترى ستكون لياليك أنسنا؟؟؟

وهل يا ترى نسيمك سيداعب قلوبنا عشقا ولهفه؟؟

ويا خوفي إن خذلتنا...

فسنهجرك..

ويا لروعتك إن سكبت كؤوس الحسن بين راحتينا..

فسنقطنك...

نستقي شهدك على مهل ..

نحدث عن أخبارك ...

في مجالس الترحال..

يقصدون حسنك المترحلين....

ها نحن...

من النافذه نرى قمم جبال تركيا ...

مغطاة بوشاح أبيض ..

بدت لي...

 ولكأنهم حجيج متراصين للتلبيه...

 بإحراماتهم البيض ..

يطوفون حول الديار المقدسه..

هم في القمم تمركزوا..

ولكأن البياض..

هو قمم القلوب المتسامحه في نواياها...

 وأرتقب عداد الساعة.....

حتى نحط على مهبطها..

تبدوا المدينة جميله..

بها نوعا من الخجل الذي  تغطي به ملامح حسنها..

فلا تكشف عن جمالها...

 حتى يحل المساء..

فتبدوا كأميرة تتمايل برونقها ..

المتنوع بجماله..

فهي  من قطفت من كل بستان زهره...

فقطفت من  روما عتقها..

ومن عاصمة إنجلترا زحمتها والسهر..

ومن ايطاليا كثرة إنتشار مطاعمها..

ومن برشلونه حريتها..

ومن امستردام ادمانها..

باقة متشكله وضعتها فيينا..

على قارعة الطريق..

تستقبل بها زوارها...

ليكون عنوانا لدروبها...

بعد التجول في تلك الشوارع ..

تلحظ أن هذه البلد تفتخر بشخص  هو منها..

صنع لها تاريخا من مئات السنين..

لا زال البشر يستخدمون صوره ..

وفنه ليكون سلعة رزق لهم..

هو موتزارت..

الملحن العبقري..

تجد حتى محال الشوكولا تحمل صوره ..

ولكأنه هو فخرهم الأول...

كلها فيينا تفتخر بموتزارت..

معظم مدخول رزقهم....

 من السياح...

 هو دخل ذاك اللحن الجميل...

ها هو

الغداء عند حسام ذلك الشاب المصري ...

الذي يعمل في مطعم ايطالي..

كان رحبا ومضيافا..

أضاف على حسن فيينا..

حسن اللطافه والترحاب..

الجو باردا وقارصا..

 بين الشتاء وبين الربيع..

تتيه الحروف والدرجات بينهما...

الوقت الزمني يتغير بعد لحظات..

يا  لعمر البشر ..

الذي تقوده تلك العقارب ..

التي تدور حول نفسها..

وددت لو أنني أكسر عقاربها فأستريح من العد....

 

نقف حوالي الستين دقيقه ..

في طابور طويل ننتظر طاولة الغداء..

حتى ينفذ صبري..

نبحث عن مطعم خلال النهار في فيينا..

نجده صعبا علينا..

حتى إحتوانا حسام وطليانيته المتواضعه..

أما المساء حين تهادى...

فقد كشف عن سر حسن دفين..

المطاعم تسترخي في الطرقات..

واضعة طاولاتها وشموعها في الأزقة..

تتغير ملامح المدينه..

هي اجمل في المساء...

ترتدي حلة  الغرام..

التوق لرشفة ماء العمر..

ولو  هنيهة من الماء..

بعد بحث طويل ..

عن افضل مطاعمها..

يجيب الجوجل..

fabiano

وأحدث نفسي: كيف لي ان أدل الطريق..؟؟؟

وفجأة..

واذا  يبدوا لي صدفة..

ذاك هو فابيانو..

فكيف للرب ان يسهل عنوان الخطا..

نشرب فنجان قهوتنا ومن ثم ننهي مساؤنا...

المطعم النمساوي التقليدي.. plachuttas gasthaus zur oper

ونصح لنا بالطبق الشهير لديهم

ستيك اللحمه المغطى بطبقة الخبز المطحونه المحمصه..

ولقد إستلذيت بوجبة العشاء.

وها أنا أقارب فجر فيينا هامسة..

طبتم مساء...

وصباح خير الفجر الحالم...

 

٢

صباح فيينا الثلجي..

حماس الكريات القطنيه الثلجيه ..

المتنافسه للترحيب بنا  في دارها..

قد أصبحت اليوم..

تلبس ملاءات الطهر والتعفف..

قد بدت ولكأن أجنحة الملائكه  البيض..

ترفرف بين فضاواتها..

لتملأ الكون بهجة وترحيبا..

الى حنطورك التقليدي..

ذو العربه الرباعيه..

وتلك الخيول الثنائيه..

بأفخاذها التي قهرت الزمن..

وكدحت وتهالكت...

لكثرة ماعانت وإستخدمت عضلاتها ..

لتلبية مطالب السائحين..

 

نعاود البحث عن فابيانو...

لنتستطيع امتحان اكلاته..

وليس للكمبيوتر ان يحدد..

نحن البشر من رزقنا بحاسة الذوق..

فلنتذوق ونقدم نصحنا او مدحنا......

...

يخذلنا مكان العنوة الخاص...

إنه أحد الفصح..

ونحن بجهلنا..

لا نعرف للفصح تاريخا..

المحل مغلق..

وتدفعنا رياح شتاء الربيع المتأخر...

بأن نلجأ الي ذلك المطعم الايطالي المتواضع...

وصاحبته البولنديه..

وشخصيتها المحتده..

حتى امتدحتها احدى الرفاق فلانت...

...

برد هذا اليوم وثلجه ..

ذكرني بداري الثالث بعد لندن...

 شامونيه...

...

 لفيينا ونقول:

عند الكنيسة العظمى( سانت ستيفان كاثيدرائيه)

 محال السوفينير..

المكتض بالسياح..

ولكأن ناتج فيينا سينفذ ..

فهلموا في الشراء..

زحمة غير معتاده...

 في اي بلد قد زرتها من قبل...

 

... الحنطور مع اطفالي وبرحلة اقصر...

هي العشرون دقيقه...

 

لا  اريد ازعاجهم..

ومن أراده فالهَجُو يصُده...

 

العشاء الايطالي الراقي بارشاد أحد الرفاق الهام..

راقيا ومتراقيا..

يتمايل بين خيلاء الارستقراطيين..

طابعا على وجناتنا قبلة الوداع من فيينا الجميله..

الى لقاء قريب..

 

نحزم امتعتنا...

 

 


الرئيسية | جنان في سطور | القصــائــــد | مقالات | التسجيلات | أخبار جـنان | قراءة في ديوان جنان | اتصل بنا