الرضا



 

الرضا عنوان يلمّ للروح أنفاسها.. فمتى أحسست بالرضا أحسست بأنك تحتوي نفسك التائهة.. إحساس يراودنا كل يوم وكل ساعه وكل لحظه.. هل نحن متراضين مع النفس, مع الروح ,مع الرب ,مع الأم, مع الاسره والمحيط؟
 
أسائل الروح دوما وأجعل نفسي في حوار أبدي مع نفسها في المرآة.. هل أنا في رضا روحاني أم في شتات أبدي يزعزع كياني فيجعلني متلاطمة بين أمواج الظروف اليومية المتقلبة..
 
عنوان إنتقيته وأحسست بأنه يلازم كل شخص منا في يومياته وحياته وأعتقد أن الكل يخفي الاجابات التي هي رد لهذا التساؤل.. إنها شيء خاص لا تدخّل مسموح به للغريب  إلا القريب الذي تشتكي إليه علّه يعينك على تفسير تساؤل أنت متمرد عليه.
اليوم إستجمعت القوى على الإجابة لأمحورها بأن الرضا  يتفرع إلى ثلاث قارات:
 
الرضا مع الرب
 
الرضا مع النفس
 
الرضا مع البشر
 
أما الرضا مع الرب فهو أن تؤمن بقضائه وقدره ,أن تحمد الرب في كل ما أعطاك ومنحك من نعم ومن هموم أنت تسايرها..
 
حين أحس بالضياع مع نفسي فأول ما الجأ اليه هو الرب عبادتي صلاتي طهارتي قرآني أضمهم بين الحنايا أسترسل في التهجد فأجد بهذا الطريق رضا رباني يمنحني الأمان للامام.. أحس أن الرب معي في داخلي في قلبي في نبضي..
 
رضا الرب أن تحاسب نفسك كل ليلة قبل النوم وتؤكد للنفس أنك لم تؤذِ ولم تظلم ولم تجرح ولم تنهب.. فتبيت وأنت قرير العين والرضا يملأ روحك..
 
رضا النفس .. أن تهب النفس ما تريد في حدود رضا الرحمن أن لا تحرمها من آمالها.. أجد الرضا مع نفسي في قراءة كتاب أحبه , وأخط خطاً ديواني جليا أنا أتعشقه في الخط العربي الذي أمارس فيه هوايتي التي قمعتها سنين..
 
في حديث ودي مع أطفالي مع من أحب في اجتماعي بأمي وأبي وأهلي  ورفاق العمر,,.
 
 في تقبيل جبهة أمي وشمّ عطر جسدها الطاهر..
 
 وما أجمل الرضا إن تركت اللجام لفرس المخيلة كي ينطلق دون قيود وكتبت أشعارا وأحاسيس فأجد أنني وهبتها لذة العمر الجميل..
 
 في عمل الخير وان كان بكلمة او لمسه..
 
الرضا مع البشر..البشر الذين أعنيهم هم مجموعة محددة أحب أن أضمهم بالحب والدفء ، أما البشر بأكملهم فأكتفي بطيب الاخلاق والبسمة الصادقة.. رضا الام هو اهم الرضا ورضا الوالدين يليه ورضا الزوج والابناء والاخوة وما تلاه من رفاق العمر الذين يعطرون الأزمان..
 
وما أجمل لو إستطعت أن تضم كل زهور الرضا في باقة منتقاة تصنعها يدا فنان يتقن ضم أغصانها بتناغم روحي وتجعلها في مزهرية حياتك تزين الزوايا وتعطر العمر الجميل...

الرئيسية | جنان في سطور | القصــائــــد | مقالات | التسجيلات | أخبار جـنان | قراءة في ديوان جنان | اتصل بنا